اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
لذا وفي إطار البحث عن توازنات جديدة عقلية وسياسية واقتصادية منذ انهيار السلطنة العثمانية، وبحافز مقاومة التحلل الكامل والتلاشي تحت ضغط المرحلة الاستعمارية التقليدية، حاولت الجماعة العربية في نهاية القرن الماضي وحتى منتصف هذا القرن محاولات متعددة لإعادة تكوين عناصرها ولحمها وتشكيل نفسها كمدنية فاعلة ضمن الحضارة الجديدة، أي كذات مستقلة وعاملة.
إلا أن هناك قناعة صحية اليوم بأن حصاد العقود الثلاثة الماضية كان ضعيفاً جداً في قطاعات رئيسية من التجربة الحضارية. فلم يحصل أي تراكم نوعي وجدّي في ميدان الخبرة الصناعية والتكنولوجية، ولا في ميدان البحث العلمي التطبيقي والأساسي، الطبيعي والإنساني، ولا في بناء الدولة القومية المعبرة عن إرادة الجماعة والمجسمة لها، ولا في تنظيم السلطة الاجتماعية والقانونية وهيكلة المجتمع المدني.
كل ذلك يفيد القول بأن الرد المطلوب اليوم من الأمة العربية ليس إصلاح النظام القومي العربي الذي عرفته في العقود الماضية، أو إعادته إلى ما كان عليه كما يطرح ذلك لبعض ما يجب القيام به وعلى ضوء المسألة الكبرى هو مراجعة نقائص الردود العربية منذ النهضة على هذه المشكلة، بهدف إعادة النظر في تصور طبيعة هذه المعركة وتحديد القوى الفاعلة فيها أهدافها ومراميها ورهاناتها، وفي سبيل الوصول إلى رؤية واضحة ومقبولة لما يمكن أن يكون عليه نظام المستقبل العربي، أي أيضاً، الرد على حركة التحلل والتفكيك التي تثيرها صعود الهيمنة الغربية في قلب المدينة العربية. في سبيل ذلك لا بد من القيام بفحص للمفاهيم العربية العقلية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإعادة دراستها على ضوء الأوضاع الجديدة.
ضمن هذا الإطار تأتي هذه المراجعة حول محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية، حيث لم يثن الباحث من هذه المراجعة حقبة من حقب التاريخ العربي الحديث. والهدف الكشف عن عوامل الحركة والتطور والوحدة والتلاحم الفكري والمادي وإبرازها وتعميقها وتوسيعها، وهذا بمعنى من المعاني إنشاء الجماعة، أي تكوينها في الذهن كما يجب أن تكون. وقد استدعى ذلك من الباحث الكشف عن المصادر والمنابع الروحية والمادية، الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تغذي النهضة وإبرازها، كما استدعى ذلك مناقشته الأسس التي قامت عليها التجارب السابقة وتبيان مدى نجاحها أو فشلها في استغلال هذه المصادر وتعبئتها دون تفريط لإنجاز الهدف المطلوب.
ولتسهيل البحث تمّ التمييز بين ثلاث مسائل رئيسية تشكل أسس التفكير في مسألة النهضة العربية وهي: المسألة الثقافية، ثم السياسية، ثم الاجتماعية، مخصصاً الكتاب من ثم للمسألة الأولى "المسألة الثقافية" وذلك لسببين أولهما: أن مسألة الثقافة والصراع على تقدير مكانة الثقافة العربية في النهضة، كانت ولا زالت ميدان النقاش الرئيسي بين المثقفين العرب حول مشاكل النهضة. وثانيها: لأن العقل يستطيع أن يطلّ من الثقافة باعتبارها مجموعة القيم العامة التي تلهم سلوك الجماعة وممارستها الفكرية والسياسية والاقتصادية على مجمل البنية الاجتماعية.
وتنتهي المعركة ..هكذا تستطيع أن تقول عندما تنهي كتاباً من هذا النوع .. عميقاً واسعاً شاملاً.شمّر الكاتب وانطلق في أعتى المفاهيم وأكثرها شائكة وجدلاً ... يبحر بين التراث والحداثة والعقل والمجتمع والثقافة والحاضر .. تفاعلات داخلية وعموميات خارجية .. يطرح آراءً ويناقشها.ليس بسيطاً ولا سهلاً رغم أنه لا يعتبر من الكتب السميكة أو المجلدات العتيدة.يجب أن تفرد له مساحة وقتية وعقلية .. وعليك أن تؤمن بأن ليس كا ما هو مكتوب مهم أو قد يهمك .. بإمكانك أن تغرف بمقدار ما تريد أو تحتاج.
يعيبه فقط بعض التكرار وبعض الثرثرة
من الكتب المحشوة و الثقيلة يتطلب الكثير من القراءة و إعادة القراءة ..الكثير من التوقف وترتيب الأفكار ...يحاول برهان غليون التخلص من حواجز العقل السجالي أي العقل القائم بين طرفين باعتبارهما نقيضا خاصة في تناول المسألة الثقافية في الثقافة العربية .. كما حاول تحرير العقل من ازدواجية الأيديولوجية السلفية و التبعية التراثي الحداثي القليدي الأصولي بل ابتعد إلى رفض التوفيقية باعتبارها حلا سحرا يميل إليه الجميع و التي تخفي التوظيف السياسي الأيديولوجي القومي المذهبي .. ليعبر عن فكرة تواصل التناقض
مالم يعجبني في الكتاب هو كثرة حشو المعلومات والأمثلة الغير ضرورية والاسترسال في الحديث في معظم الفصول.. هناك العديد من الصفحات التي شعرت أنه لاداعي للاسترسال فيها أكثر.. غير هذا استفدت.. خرجت بكمية ملاحظات وأفكار ما دفعني أكثر لمبدأ التعايش: كلمة أود أن أوجهها لجميع من يرى النهضة والتغيير من وجهة نظر معتمدة علي مبادئ طبعا وليست اعتباطا: كلٌ يعمل على شاكلته ومن مبادئه ولايتعرض للاخر ويتمنى له التوفيق لأن الهدف في النهاية واضح وليس من الضروري أن يعيش الاحرين ويعملون على حسب أفكار تعتقد أنت أنها
كتاب مستفز جدًا في استخداماته اللغوية يتكلم لغة أخرى تحسه ما يبيك تفهم
كتاب شرس مشاكس لم يكن الاطلاع عليه مجرد قراءة بل كانت أشبه بالحرب الشعواءوجبة دسمة ثقيلة عسيرة الهضم .. وهو بالتأكيد أصعب الكتب التي قرأتها وأكثرها تعقيداأولا بسبب الاسلوب العلمي الأكاديمي الخالي من الشرح والتوضيح والأمثلة .. بلا هوامش او تعريفات وثانيا انك تحتاج لاستيعاب كل ما ورد فيه الى خلفية جيدة في علم الاجتماعاغتيال العقل لبرهان غليون ليس من الكتب التي تقرأها وانت "منشحكح" على سريرك او في غرفة انتظار او طائرة بل تحتاج الى ذهن صاف وتركيز عالي مع ورقة وقلم ومراجع وكأسين من القهوة
برهان غليون
Paperback | Pages: 320 pages Rating: 3.86 | 320 Users | 65 Reviews
Specify Of Books اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
Title | : | اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية |
Author | : | برهان غليون |
Book Format | : | Paperback |
Book Edition | : | 5th |
Pages | : | Pages: 320 pages |
Published | : | by المركز الثقافي العربي (first published January 1st 2012) |
Categories | : | Politics. Philosophy. Nonfiction |
Interpretation Concering Books اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
أعلن صعود الهيمنة الأوروبية، والغربية عامة، في العالم أجمع، نهاية المدنيات الكلاسيكية، وبداية تحلل بنياتها الأساسية، وأدخلها في أزمة تاريخية طويلة مادية وروحية، ولم تكن المدنية العربية بمعزل عن هذه الهزة التاريخية، بل كانت في قلبها. وقد أدى تأكد الغلبة الجديدة العسكرية والحضارية منذ القرن الثامن عشر إلى تحلل أكبر إمبراطورية إسلامية تدريجياً وتطاير أشلائها، في مطلع القرن العشرين، في كل الاتجاهات. لقد نخرت هذه الغلبة الأسس الثابتة والتقليدية للهيمنة الداخلية والسلطة الاجتماعية، وأفقدت نظمها القائمة، الاقتصادية والعقلية، فاعليتها وتأثيرها.لذا وفي إطار البحث عن توازنات جديدة عقلية وسياسية واقتصادية منذ انهيار السلطنة العثمانية، وبحافز مقاومة التحلل الكامل والتلاشي تحت ضغط المرحلة الاستعمارية التقليدية، حاولت الجماعة العربية في نهاية القرن الماضي وحتى منتصف هذا القرن محاولات متعددة لإعادة تكوين عناصرها ولحمها وتشكيل نفسها كمدنية فاعلة ضمن الحضارة الجديدة، أي كذات مستقلة وعاملة.
إلا أن هناك قناعة صحية اليوم بأن حصاد العقود الثلاثة الماضية كان ضعيفاً جداً في قطاعات رئيسية من التجربة الحضارية. فلم يحصل أي تراكم نوعي وجدّي في ميدان الخبرة الصناعية والتكنولوجية، ولا في ميدان البحث العلمي التطبيقي والأساسي، الطبيعي والإنساني، ولا في بناء الدولة القومية المعبرة عن إرادة الجماعة والمجسمة لها، ولا في تنظيم السلطة الاجتماعية والقانونية وهيكلة المجتمع المدني.
كل ذلك يفيد القول بأن الرد المطلوب اليوم من الأمة العربية ليس إصلاح النظام القومي العربي الذي عرفته في العقود الماضية، أو إعادته إلى ما كان عليه كما يطرح ذلك لبعض ما يجب القيام به وعلى ضوء المسألة الكبرى هو مراجعة نقائص الردود العربية منذ النهضة على هذه المشكلة، بهدف إعادة النظر في تصور طبيعة هذه المعركة وتحديد القوى الفاعلة فيها أهدافها ومراميها ورهاناتها، وفي سبيل الوصول إلى رؤية واضحة ومقبولة لما يمكن أن يكون عليه نظام المستقبل العربي، أي أيضاً، الرد على حركة التحلل والتفكيك التي تثيرها صعود الهيمنة الغربية في قلب المدينة العربية. في سبيل ذلك لا بد من القيام بفحص للمفاهيم العربية العقلية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإعادة دراستها على ضوء الأوضاع الجديدة.
ضمن هذا الإطار تأتي هذه المراجعة حول محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية، حيث لم يثن الباحث من هذه المراجعة حقبة من حقب التاريخ العربي الحديث. والهدف الكشف عن عوامل الحركة والتطور والوحدة والتلاحم الفكري والمادي وإبرازها وتعميقها وتوسيعها، وهذا بمعنى من المعاني إنشاء الجماعة، أي تكوينها في الذهن كما يجب أن تكون. وقد استدعى ذلك من الباحث الكشف عن المصادر والمنابع الروحية والمادية، الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تغذي النهضة وإبرازها، كما استدعى ذلك مناقشته الأسس التي قامت عليها التجارب السابقة وتبيان مدى نجاحها أو فشلها في استغلال هذه المصادر وتعبئتها دون تفريط لإنجاز الهدف المطلوب.
ولتسهيل البحث تمّ التمييز بين ثلاث مسائل رئيسية تشكل أسس التفكير في مسألة النهضة العربية وهي: المسألة الثقافية، ثم السياسية، ثم الاجتماعية، مخصصاً الكتاب من ثم للمسألة الأولى "المسألة الثقافية" وذلك لسببين أولهما: أن مسألة الثقافة والصراع على تقدير مكانة الثقافة العربية في النهضة، كانت ولا زالت ميدان النقاش الرئيسي بين المثقفين العرب حول مشاكل النهضة. وثانيها: لأن العقل يستطيع أن يطلّ من الثقافة باعتبارها مجموعة القيم العامة التي تلهم سلوك الجماعة وممارستها الفكرية والسياسية والاقتصادية على مجمل البنية الاجتماعية.
Identify Books Supposing اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
ISBN: | 9953680221 |
Edition Language: | Arabic URL http://www.4shared.com/get/d1PP8kL1/__-__.html |
Rating Of Books اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
Ratings: 3.86 From 320 Users | 65 ReviewsAssessment Of Books اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
ناقش غليون في الكتاب -الثقافة والهوية العربية والنهضة- بطريقة تحليلية ذكية هادئة ومركزة كتاب صعب ويحتاج للكثير من التركيز والبحث بعد قراءة كل فصل أو جزئية.حاول تفسير التناقض الذي آل إليه العرب بجزء ينبذ ثقافته وجزء يتمسك بها بشدة ويرفض التجديد, المنطقة الوسطى بين الحالتين كانت ما يدعو للتركيز عليه في هذه الفترة, وأثر الأيدلوجيات التي تفرغت للتناحر وضيقت على العقل العربي الذي يحتاج للمساحات حتى يبدع ويحافظ على حضارته وهويته.ندمت لأنني لم أكتب عن هذا الكتاب الرائع بعد قراءته مباشرة وانتظرت حتىوتنتهي المعركة ..هكذا تستطيع أن تقول عندما تنهي كتاباً من هذا النوع .. عميقاً واسعاً شاملاً.شمّر الكاتب وانطلق في أعتى المفاهيم وأكثرها شائكة وجدلاً ... يبحر بين التراث والحداثة والعقل والمجتمع والثقافة والحاضر .. تفاعلات داخلية وعموميات خارجية .. يطرح آراءً ويناقشها.ليس بسيطاً ولا سهلاً رغم أنه لا يعتبر من الكتب السميكة أو المجلدات العتيدة.يجب أن تفرد له مساحة وقتية وعقلية .. وعليك أن تؤمن بأن ليس كا ما هو مكتوب مهم أو قد يهمك .. بإمكانك أن تغرف بمقدار ما تريد أو تحتاج.
يعيبه فقط بعض التكرار وبعض الثرثرة
من الكتب المحشوة و الثقيلة يتطلب الكثير من القراءة و إعادة القراءة ..الكثير من التوقف وترتيب الأفكار ...يحاول برهان غليون التخلص من حواجز العقل السجالي أي العقل القائم بين طرفين باعتبارهما نقيضا خاصة في تناول المسألة الثقافية في الثقافة العربية .. كما حاول تحرير العقل من ازدواجية الأيديولوجية السلفية و التبعية التراثي الحداثي القليدي الأصولي بل ابتعد إلى رفض التوفيقية باعتبارها حلا سحرا يميل إليه الجميع و التي تخفي التوظيف السياسي الأيديولوجي القومي المذهبي .. ليعبر عن فكرة تواصل التناقض
مالم يعجبني في الكتاب هو كثرة حشو المعلومات والأمثلة الغير ضرورية والاسترسال في الحديث في معظم الفصول.. هناك العديد من الصفحات التي شعرت أنه لاداعي للاسترسال فيها أكثر.. غير هذا استفدت.. خرجت بكمية ملاحظات وأفكار ما دفعني أكثر لمبدأ التعايش: كلمة أود أن أوجهها لجميع من يرى النهضة والتغيير من وجهة نظر معتمدة علي مبادئ طبعا وليست اعتباطا: كلٌ يعمل على شاكلته ومن مبادئه ولايتعرض للاخر ويتمنى له التوفيق لأن الهدف في النهاية واضح وليس من الضروري أن يعيش الاحرين ويعملون على حسب أفكار تعتقد أنت أنها
كتاب مستفز جدًا في استخداماته اللغوية يتكلم لغة أخرى تحسه ما يبيك تفهم
كتاب شرس مشاكس لم يكن الاطلاع عليه مجرد قراءة بل كانت أشبه بالحرب الشعواءوجبة دسمة ثقيلة عسيرة الهضم .. وهو بالتأكيد أصعب الكتب التي قرأتها وأكثرها تعقيداأولا بسبب الاسلوب العلمي الأكاديمي الخالي من الشرح والتوضيح والأمثلة .. بلا هوامش او تعريفات وثانيا انك تحتاج لاستيعاب كل ما ورد فيه الى خلفية جيدة في علم الاجتماعاغتيال العقل لبرهان غليون ليس من الكتب التي تقرأها وانت "منشحكح" على سريرك او في غرفة انتظار او طائرة بل تحتاج الى ذهن صاف وتركيز عالي مع ورقة وقلم ومراجع وكأسين من القهوة
0 Comments:
Note: Only a member of this blog may post a comment.